Adel Metni
عادل متني بطل و تاريخ و اسطورة في رياضة السيارات في لبنان و الشرق الاوسط
عادل متني بطل و تاريخ و أسطورة في رياضة السيارات في لبنان و الشرق الأوسط. شهد يوم 13 كانون الثاني 1961 ولادة بطل متعدد المواهب "عادل جرجي متني" . 46 عاما انتهت بلمح البصر ولكن بالنسبة لعادل كانت كافية ليعيش حياة ناجحة و مثمرة على كافة المستويات. وقد لاحظ والده الراحل شغفه بالسيارات والقيادة لأول مرة عندما طلب منه ركن سيارته أل "اولدز موبيل" بجانب المنزل وهو في السابعة من عمره. كانت ألعابه اليومية سيارات أل Matchbox و الطائرات، وكان يحب جمع كل الأنواع والنماذج.
في سن المراهقة أي في عمر سبعة عشر سنة، كانت سيارته الأولى رينو (TS) لون برتقالي. وفي سن الواحدة والعشرين أصبح المدير العام لأول سلسلة مطاعم في لبنان "Winners" المعروفة في تقديم الوجبات السريعة. كان عادل معروفًا جدًا من خلال تطبيقه لسياسة المبادئ الثلات: الجودة والخدمة والنظافة، وبالتوازي مع عمله المتفاني في مجالات الأنشطة والخدمات التجارية كان من متابعي رياضة السيارات ومشجعي الأسطورة البرازيلي في الفورمولا 1 "آرتون سينا".
كان شغفه في الراليات واضحًا في ذلك الوقت حيث كان يتابع الإبتكارات التكنولوجية و الميكانيكية من خلال رحلاته المتكررة عام 1980 إيطاليا وسويسرا وألمانيا.
إمتلك عادل حوالي 50 سيارة خلال حياته، و قاد تقريبا 230 نوع مختلف منها العادية وسيارات السباق. من السيارات المفضلة التي كان يمتلكها: بورش GTS 928 ، صعب 900 توربو ومازيراتي كواتروبورتي وبالتأكيد أل رينو5 توربو 2 الشهيرة التي شارك على متنها في سباقه الأول.
احتلّ عادل المركز الثاني في مشاركته الأولى مع مساعده "وليد خليفة" في رالي الربيع 1985 بالمنافسة مع شخصيّات معروفة في عالم الراليات اللبنانية والعربية مثل نبيل كرم، ناجي حنينه، سمير حمصي، سمير غانم و جان بيار نصرالله وغيرهم كثر...
كما شارك عادل ضمن فريق "وينرز رينو" واحتلّ المركز الرابع وبدأت رحلة النجاح منذ ذلك الحين. وشكّل موسم 1986 تحدياً كبيراً نظراً للمشاكل الميكانيكية والصعوبات التي منعته من تصدّر المرحلة الأخيرة من رالي الربيع. كما شارك في رالي الجبل مع ملاحه الجديد نبيل شويري، واستطاع إحراز المركز الخامس.
1987: الأول في مجموعة "س" في رالي الجبل
1988: الأول في مجموعة "س" في رالي الربيع، والرابع في بطولة لبنان لتسلّق الهضبة على متن رينو5 توربو 2
1990: أسرع وقت في سباق وادي شحرور متنافسا مع المتسابق الراحل جوني موقدية، تخليداً لذكرى البطل الراحل "جو هندي".
كانت سنوات 1991 و 1992 ذهبيّة بالنسبة لعادل و مساعده الملاح المعروف عماد الحاج، حيث استطاعا ربح بطولتين متتاليتين في المجموعة "ن" على متن BMW M3 برودرايف التي عُرفت بِ "الفرس البيضاء". الحدث الأبرز في رالي لبنان 1992 كان المنافسة الكبيرة بين عادل و تشين البطل العالمي المشارك على متن Ford Sierra Cosworth إذ تعرّض عادل لثقب في إطار سيارته في المرحلة الأخيرة من السباق مما منعه من احتلال المركز الثالث الذي فاز به تشين بعد ممدوح خياط في المركز الثاني و موريس صحناوي متصدراً السباق. وبعدها شارك عادل وملاحه عماد الحاج في بطولة الشرق الأوسط للراليات على متنBMW M3 ولنسيا دلتا HF Integrale ومنها رالي الأردن الذي كان له الحصة الأكبر في تقدير عادل متني وفريقه المساعد في المنطقة.
و عام 1992 فاز عادل بالمركز الأول في سباق تسلّق مرتفع تل الرمان في الأردن على متن سيارة عادية وهي لانسيا HF Integrale ولا يزال يحمل الرقم القياسي بعشر مشاركات متتالية في هذا الحدث من سنة 1992 حتى سنة 2001، إذ حاز على المرتبة الأولى للفئة الخامسة في أعوام 1994-1995-1996-1997-1998-1999-2000-2001. كما أحرز الفئة الثالثة عام .1996 سنة 1993، احتل عادل المركز الثالث في الترتيب العام، و عام 1994 حل في المركز الثاني و سنة 1995 في المركز الثالث. كُرم عام 2004 من قبل النادي الملكي الأردني للسيارات و حاز على وسام شرف من سمو الأمير فيصل بن الحسين لمشاركاته وإنجازاته وجهوده في دمج رياضة السيارات اللبنانية والأردنية.
و كانت بطولة لبنان لتسلّق الهضبة (مجموعة "ن") من نصيب عادل لمدة سنتين متتاليتين (1994-1995) على متن م 3. كما أسّس أول فريق سباق محترف Metni Racing Team)) في عام 1993. و كان هذا الفريق يساعد العديد من السائقين ومساعديهم على الإنخراط في عالم السباق بطريقة محترفة.
من ناحية أخرى، كان نشيطاً جدًا على الصعيد الوطني والإقليمي في مجال التوعية على السلامة المرورية مع تجمّع الشباب للتوعية الإجتماعية (اليازا) منذ عام 1996، كما قام بنشر ثقافة رياضة السيارات وتوجيه الشباب على أساسيّات السرعة الآمنة من خلال ندوات ومحاضرات وورش عمل و دورات تدريبيّة على الصعيد الوطني والإقليمي.
أكثر من 500 مقابلة تلفيزيونية و إذاعية ساهمت في تحسين وتطوير سلوك السائق ووعيه، لأن القيادة ذوق وأخلاق كما كان عادل يندّد.
أطلق في عام 2002 أول مدرسة محترفة لتعليم رياضة السيارات Ecole de Pilotage في لبنان و الشرق الأوسط، وعلّم المواهب الشابة مهارات السباقات وكيفية ممارسة هواياتهم في مسارات مغلقة ضمن شروط و معايير السلامة. فخرّجت هذه الأكاديمية العديد من السائقين والملاحين المعروفين حاليا ومنهم من أحرز عدّة بطولات ومراكز متقدّمة.
عانى عادل من سرطان الدم في عام 2006، واستطاع أن يتعافى منه تماماً بعد علاج طويل ومتعب في المستشفى دام أكثر من سنة. مع ذلك، غادرنا عادل بسبب خطأ طبي كان من الممكن تجنّبه لو لم يستهتر الأطباء بمتابعة حالته عن كثب في ذلك الوقت.
رحل البطل في 7 نيسان 2008 عن 46 سنة نجاح وتألّق ، فكانت بداية جديدة لمسيرة مليئة بالعزم و الإرادة لمواصلة رسالة السلامة على الطرق و الوعي في رياضة السيارات.
الأبطال تحيا أبدا!!
